وفقاً للمخابرات العسكرية الفرنسية DRM، ستقوم روسيا بتسليم تسع طائرات بدون طيار من طراز Forpost-M إلى قاعدة حميميم الجوية في سوريا في الأيام القليلة المقبلة. وتتم مراقبة هذا العرض عن كثب من قبل دول التحالف الدولي العاملة في العراق وسوريا. وتظهر صور الأقمار الصناعية العسكرية المشتركة بين الوكالات طائرة نقل ثقيلة من طراز An-124 محملة بطائرات بدون طيار، بالإضافة إلى محطات التحكم ومعدات الاتصالات والذخائر الموجهة على المدرج في روستوف أون دون. يتم تصنيع Forpost-M في روسيا بموجب ترخيص من شركة صناعات الفضاء الإسرائيلية (IAI). ويبدو نشر الطائرات بدون طيار التي طورتها إسرائيل مناسبا بشكل خاص في الغرب، نظرا للتهديد بالتدخل ضد إسرائيل من جانب حلفاء إيران الإقليميين. وكما لاحظت أجهزة المخابرات الفرنسية، فإن جميع طائرات Forpost-M الروسية التي تحطمت في أوكرانيا في الأشهر الأخيرة كانت لا تزال تحمل لوحات ترخيص “IAI”. وسقوط مثل هذه المركبات، التي تقودها سوريا أو حلفاؤها، على الأراضي الإسرائيلية سيكون له عواقب سياسية كارثية. ووفقا للفرنسيين، فإن هذا العرض من روسيا يثير قلق وكالة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية “أمان”، التي تواجه بالفعل أزمة خطيرة بعد هجوم حماس في 7 أكتوبر. وحاولت أجهزة المخابرات في البلاد إقناع موسكو بعدم مواصلة عملية النقل، ولكن في ظل الظروف الحالية ليس لدى إسرائيل أي وسيلة لمنع ذلك. وصلت العلاقات مع موسكو إلى أدنى مستوياتها على الإطلاق، ويبدو أن ما يسمى باتفاقيات “عدم الاشتباك” بين البلدين في سوريا أكثر هشاشة من أي وقت مضى. تم إنتاج Forpost-M بموجب ترخيص منذ عام 2015 من قبل الشركة الروسية Ural Civil Aviation Plant (UZGA) استنادًا إلى الطائرة بدون طيار Searcher MK II التي طورتها شركة IAI. وينص الاتفاق بين شركة الصناعات الجوية الإسرائيلية وروسيا، الذي تم التوقيع عليه بعد الحرب في جورجيا، على أن الأخيرة لا يمكنها إعادة بيع الطائرات بدون طيار المصنعة أو معرفتها لطرف ثالث. واليوم، سوف تستغرق التحديات القانونية أمام عملية إعادة التصدير غير الخاضعة للرقابة عدة سنوات، على الرغم من أن الطائرات بدون طيار يجب أن تصل إلى الأراضي السورية قريبًا جدًا. ويظهر تحليل موجز للعديد من الوكالات التي تسيطر على المنطقة أن الطائرات مخصصة لوحدات الاستطلاع التابعة للقوات الخاصة السورية. قد لا يكون Forpost-M نظامًا متقدمًا جدًا، لكنه يتمتع بقدرات استطلاع وضرب كبيرة. منذ بداية الصراع في أوكرانيا، أثبتت فعاليتها في العمليات المستهدفة المعقدة لدعم القوات الجوية والمدفعية. الحمولة البالغة 120 كجم تسمح لها بحمل قنابل موجهة من طراز KAB-50. هذه الذخائر الموجهة بدقة هي أيضاً جزء من حمولة الطائرة An-124. تتمتع هذه الطائرات بدون طيار بمدى كافٍ لإجراء عمليات استطلاع وضربات في مرتفعات الجولان، مما يمنح حزب الله القدرة على الاستعداد لضرباته مع تكثيفها ضد المراقبة الإسرائيلية على الحدود.